بين فترة وأخرى تعرض لنا شكاوى كثيرة من قبل المستهلكين بشأن نقص نوع من أنواع الخضراوات أو ارتفاع أسعارها بسبب قلت محصولها والكميات المستوردة منها.
لايعلم الإنسان ماذا يقول .. حينما نعجز عن أشياء كثيرة أبسطها زراعة الخضروات التي هي أسهل النباتات التي يمكن زراعتها ولاتحتاج إلى مجهود عظيم أو خبرة طويلة أو حتى مصاريف ضخمة.
المشكلة التي نعرض لها لاتكمن في عدم وجود محصول من هذه الخضروات بل في جشع التجار الذي لايرحم .. فهم لايسمحون بتنفذهم للمزارع أن يصل للسوق إلا من خلالهم وإن قام المزارع بالشكوى من هذا الأمر حاربوه ورفضوا الشراء منه وبين هذه وتلك ضاع المستهلك، وبات نهبا للضمائر التي أماتها الطمع.
في السابق اتخذت وزارة الشؤون قراراً باجبار الجمعيات التعاونية على الشراء المباشر من المزارع .. لكن الأيادي الخفية أفشلت كل تلك الجهود وعاد من جديد الوسيط ليفرض على الجمعيات نوع البضاعة وجودتها وسعره بالطبع.
كرتون الخيار الذي كان يباع بـ 50 فلساً بات اليوم يباع بـ 550 فلساً، أي ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف ثمنه الحقيقي.. وقس على ذلك أسعار باقي الخضروات.
الأمر يحتاج إلى حزم .. ونحن على ثقة بأن وزيرة الشؤون ستكون بالمرصاد لهؤلاء الجشعين ونصرة المستهلكين وانصافهم بأسعار معقولة ومناسبة.