في كل مرة تقودك قدمك إلى حديقة عامة، أو شاطئ، خصوصاً في إجازة آخر الأسبوع، أول شيء تستطيع ملاحظته بكل سهولة، هو كثرة الأكياس، والنفايات التي تغطي المساحات الخضراء، والشواطئ وتشوه منظر المكان، ويلقيها للأسف مرتادو المكان بلا مبالاة، غير آبهين بما يفعلون، وغير مدركين لما يصنعون .
النظافة عنوان الحضارة، والنظافة من الإيمان، وأي شخص يلقي مخلفاته في المكان الذي يستمتع به هو وغيره يجب أن يحاسب حسابا عسيرا من خلال مخالفات مادية ضخمة تكبح جماحه وتعيده إلى رشده.
كل إنسان مسؤول أمام نفسه وأمام القانون ولن يتعبه أو يعيه عندما يقوم بتصرفات حضارية، ويجمع قمامته التي يرميها هنا وهناك داخل كيس، ثم يرميها في المكان المخصص لها، فالأمر في غاية السهولة، ولا يحتاج إلى مجهود كبير، وأثره يبقى كبيراً ومفيداً .
هذا التصرف البسيط ، وإن كان هناك من يحقره ويقلل من شأنه ، إلا أنه في حقيقة الأمر يعتبر مقياساً معتبراً لقياس مدى التحضر، والسلوك القويم، وكلنا يعرف المدى الذي وصلت إليه الشعوب في مثل هذه التصرفات من حضارة، وانظروا إلى نموذج اليابان، التي أصبحت تتقدم دول العالم بفضل بعض التصرفات الحضارية التي نحتقرها نحن، ويعظمونها هم .
نحن أصحاب دين يدعو إلى النظافة، ويحث عليها ، فنحن –والله- أولى من غيرنا بأن نكون نموذجاً يحتذى في الحفاظ على النظافة والجمال .