
من طبيعة الإنسان العاقل أن يسعى لكل ما هو جميل في حياته، ليكسب رضا الله أولاً، ومن ثم محبة الناس واحترامهم، لزيادة رصيده المعرفي، وهو سعي مشروع لجميع البشر، وتحقيقه لا يأتي إلا بحسن الخلق وحسن المعاملة، والالتزام بأدب الحوار مع الآخرين. لذا على الأشخاص الذين هم في حاجة لما سبق ذكره، ومنهم نواب ومرشحون سابقون وغيرهم، أن يحكموا عقولهم قبل أي تصرف أو حديث، فالعقل زينة وميزان للكلمة قبل خروجها. وعليكم وأنتم في هذه السن، المحافظة على احترام شخوصكم الكريمة، بعدم التدخل في ما لا يعنيكم، وانتقاء الكلمات التي تفرض على الآخرين احترامكم، والابتعاد عن التعليقات المضحكة كما تعتقدون، وهي في الحقيقة أقرب إلى السخرية وقلة الذوق والأدب، فلا تتسرعوا لتفقدوا السيطرة وتقعوا في مشاكل يصعب حلها، وأنتم في غنى عنها، بسبب تهوركم بلا مناسبة،كما لو كنتم الآمر الناهي للبلاد، بعد تشجيع من لا يريد لكم الخير من الحضور.
أما الغريب في الأمر، فهو أن من يسبق اسمه حرف الدال، هم أكثر من يقع بالمحظور، والله المستعان.
يقول وأقول
- يقول : لا بد من أن يتولى فكرة كبس السيارات قاضٍ وليس ضابطاً بالداخلية، لأن رجالها سرقوا الوزارة في يوم من الأيام، وقتلوا الناس، في يوم من الأيام.
و أقول : مادام الحديث عن الماضي، فبعض القضاة ارتشوا في يوم من الأيام، وقبضوا في يوم من الأيام. وكما حدث بالداخلية، حدث بالقضاء.
وباختصار لننسَ الماضي، ونتفاءل بحاضرنا ومستقبلنا، وما حصل لن يتكرر، مادمنا في عهد أمير الحزم والعزم. فمن يتولى مسؤولية كبس السيارات سواء كان قاضياً أو قيادياً، سيلتزم بمسؤوليته التي تتطلب الأمانة والعدل بالتنفيذ، بإذن الله تعالى.
لأحـدهــم
سأكتفي بهذا الرد الاستثنائي الوحيد، لأنني لست من محبي الردود على من لا يستحق أولاً، وثانياً لإيماني بحرية الرأي. ولست من هواة رفع القضايا، عدا هذه القضية، بسبب إقحام من هو تحت التراب، بدل التركيز على من هو على سطح الأرض. والهدف من القضية ليس للتعويض، بل لتأديبه لعدم تكرار اسم أحد حكام الكويت، رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته، دون أن يكون طرفا بموضوع المقال. أما فرحته ببراءته فلا تعني بأنه أكمل حقه الناقص من الأدب. وما ذكره من إشهار السيوف وكرامة شعب، ما هو إلا نكتة أشبعتني ضحكاً، حسبي الله على إبليسه. وأختمها بحكمة أهل البادية الشهيرة : "الرمح غالي والفريسة ذبابة".
اللهم احفظ الكويت وشعبها، من كل شر ومكروه