تمثل ظاهرة المخدرات لدى انتشارها في أي بلد تهديدا كبيرا له على كل المستويات فعلى المستوى الأمني تزداد الجرائم طرديا مع انتشار تلك السموم ، وعلى المستوى الأخلاقي ، فإن الفوضى الأخلاقية تنتشر في المجتمعات التي تنتشر فيها هذه السموم التي تضر البلاد والعباد .
يقول الله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» صدق الله العظيم ، وأي تهلكة أكبر من أن يلقي المرء بنفسه في غياهب المخدرات ، فيصبح فاقدا لعقله غير مكترث بمستقبله ، معرض في أي لحظة إلى جرعة «زائدة» تودي بحياته ، وذلك هو الخسران المبين .
إن حياة الإنسان في الشريعة «مقدسة» وحمايتها من التهلكة تعتبر من مقاصد التشريع الإسلامي ، ومن هنا وجب على الفرد أن يتعهدها بالرعاية والإصلاح لا أن يتعاورها بالإفساد والمخدرات ، وتغييب العقل عنها .
لذا فإن الإحصاءات التي تصدر عن نسب تعاطي المخدرات في البلاد وتعاطيها والصادرة عن جهات أمنية دقيقة تقرع أجراس الخطر بأن على الجميع أن يتكاتف ويتعاون ويتحد من أجل إنقاذ فئة الشباب التي انحرف منها البعض إلى طريق غير قويم ، طريق لا يعلم نهايته إلا المولى –عز وجل- .
بصراحة لا بد أن نبدأ الإصلاح من اليوم قبل الغد ، ومن الآن فإن خطوات الإصلاح ، خصوصا في هذا المجال كلما بدأت مبكرا كانت النتيجة حاسمة وسريعة قبل أن يتفاقم الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.