فجر أمس السبت شعر الكثير من المواطنين والمقيمين في الكويت، بهزة أرضية قوية، أعلن بعدها مسؤولو الشبكة الوطنية لرصد الزلازل بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، أن الشبكة سجلت زلزالا بقوة خمس درجات على مقياس ريختر جنوب غرب الأحمدي، على عمق خمسة كيلومترات بباطن الأرض.
تلا ذلك تأكيد وزارة الأشغال العامة والهيئة العامة للطرق والنقل البري، عدم تأثر أي من منشآتهما ومشاريعهما بشكل مباشر، بالزلزال الذي شهدته البلاد، وأنهما ستقومان باتخاذ اللازم في حال حدوث اي أضرار.
وقد كان ذلك بلا شك تجاوبا سريعا ومشكورا من الجهتين، لكنه يثير في الوقت نفسه قضية الزلازل بشكل عام، ونقص الدراسات الكويتية عنها. ولعل ذلك كان مبرره أن الكويت لم تكن تشهد إلا هزات خفيفة جدا، وعلى فترات متباعدة بشكل كبير. لذلك لم تكن الزلازل تمثل هاجسا لنا . لكن ما يلمسه الجميع أن الوضع اختلف كثيرا الآن، فقد ضربت الكويت خلال السنوات الأخيرة زلازل تعتبر قوية إلى حد ما، كما أنها باتت تأتي على فترات متقاربة، وهو ما يحتم أن نتعاطى مع الموضوع باهتمام وجدية، أكبر بكثير من ذي قبل.
الزلازل لم تعد مجرد أخبار نقرؤها ونشاهدها، لأنها تقع في مناطق ودول بعيدة عنا، فالخطر أصبح بين ظهرانينا وتحت أرجلنا. صحيح أن لطف الله سبحانه قد أنجانا من التبعات الخطيرة لتلك الزلازل، وجنبنا شر الدمار والخراب اللذين ينتجان عنها في العادة. لكن ذلك لا يجعلنا نركن إلى الدعة والراحة، أو نتجاهل احتمالات الخطر الواردة في أي وقت. بل يجب أن نبادر بالاستعداد الجديد لأي مخاطر محتملة، حتى لا نفاجأ بما لا نحب ونأمل.
ندعو الله أن يسبغ علينا ستره ولطفه ورحمته، وأن يقي الكويت وأهلها والمقيمين على أرضها، كل سوء ومكروه.