الجريمة المروعة التي شهدتها منطقة «صباح السالم» قبل أيام، والتي أسفرت عن إزهاق روح مواطنة شابة بريئة، وحدت مشاعر الكويتيين جميعا تجاه ما حدث، سواء بالتعاطف الكبير مع الراحلة الكريمة، رحمها الله رحمة واسعة، أو بإدانة الجريمة بكل أشكال الإدانة، وكذلك الدعوة إلى حماية المرأة من العنف الذي تتعرض له بمختلف صوره.
نعم فقد هزت هذه الجريمة البشعة المجتمع الكويتي بكل أطيافه، وأشعرت الجميع بأننا أمام خطر داهم، لا بد من مواجهته والتصدي له، قبل أن يستفحل ويواصل تغلغله وانتشاره، ويهددنا بأوخم العواقب.
إن من أعظم نعم الله علينا، أننا نعيش في مجتمع آمن ومسالم، لا يعرف لغة العنف والقتل وإراقة الدماء. ولم نعتد مطلقا أن يلجأ الناس إلى تصفية خلافاتهم، عبر تلك الأساليب الدموية، من خطف وترويع وقتل. بل ظل دأب الجميع هو النقاش والحوار، ثم اللجوء إلى المؤسسات القضائية لتفصل في الخلاف بالقانون، وتعطي كل ذي حق حقه. لذلك كان فزع المواطنين مما جرى كبيرا، لأنه غير مألوف، وينبغي أن يبقى كذلك، حتى يظل مجتمعنا محتفظا بأمنه وسلامه النفسي، ونبذه لكل ما من شأنه أن يهدد أمنه واستقراره.
ولا شك أن الأمر يتطلب احتشاد كل الجهات المعنية، وكذلك وسائل الإعلام، ومنظمات المجتمع المدني، والخبراء المتخصصين في شتى المجالات ذات الصلة، من أجل البحث عن جذور هذا الانفلات الذي نشهده في سلوك بعض الشباب، وكيفية مواجهته وقطع دابره، أو على الأقل محاصرته والحد منه.
ونأمل ألا تنطفئ جذوة الاهتمام التي اتقدت بقوة عقب جريمة «صباح السالم».