فرق كبير جداً بين التوكل والتواكل ،فالتوكل هو تفويض الأمر لله عز وجل في جميع مناحي الحياة مع الأخذ بالأسباب والوقاية، وإعمال وحسن التدبير ، والاجتهاد مع التسليم بأن ما أراده سبحانه وتعالى سيكون،أما التواكل فهو عدم الأخذ بالأسباب وترك الأمور هكذا على علاتها بعيدا عن حسن التصرف.
كلنا سمعنا الحديث الشريف حين جاء رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم وقال:»يا رسول الله أترك ناقتي وأتوكل أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل» .»رواه الترمذي»
وعقل الناقة يعني هنا شد ركبة الناقة مع ذراعها بحبل لمنعها من الحركة والضياع أثناء غياب صاحبها.
الفرق بين التوكل والتواكل ينطبق على الأزمة التي نعيشها حالياً ، وهي أزمة فيروس كورونا ، فهناك من هو ملتزم ويطبق كل سبل الوقاية للحفاظ على نفسه وغيره من هذا الفيروس الخطير،وهناك في ذات الوقت أناس مع الأسف يمارسون حياتهم اليومية دون أي احتياطات وقائية ، ويخرجون دون ارتداء الكمامة والكفوف ويخالطون الكثير من الأشخاص ولايطبقون التباعد الجسدي وهؤلاء يمثلون خطراُ على أنفسهم وعلى غيرهم .
لقد سمعنا كثيرا قصصاً عن أشخاص لم يلتزموا بالإجراءات الوقائية وكانوا السبب في إصابة أسرهم بأكملها وحتى وفاة أقاربهم من كبار السن،ولمثل هؤلاء نقول.. «اعقلها وتوكل».
نعم .. خذ الإجراءات بجدية تامة ولاتكن مخالفاً للشرع والقانون حتى لاتندم وتجلب لنفسك وأهلك ومجتمعك المرض والحزن.