
تحتم الأمانة على كل انسان مسلم وغير مسلم، أن يحافظ عليها لتكون أهم وأغلى من كل ما يملكه المؤتمن، إلى أن يعيدها لصاحبها، وكما قيل إن الأمانه تبرأت منها السموات والارض. وعلى الشخص المؤتمن أن يصون الأمانه ويتحمل مسؤوليتها مهما كان شكلها ومهما بلغت قيمتها. قال عليه الصلاة والسلام: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له»، ولذلك يشعر كل مؤتمن على الأمانه بثقلها لانه مسؤول أمام الله وأمام ضميره، وأمام من حمله اياها، وهو ما يتم بين الاقارب والاصدقاء أصحاب الثقة. وهي مقدمة عن أهمية الامانة بين طرفين، فما بالك عندما تكون الامانه بحجم الكويت وشعبها التي لم يصنها المؤتمنون عليها من المسؤولين على اختلاف مسمياتهم ومراكزهم. وهي أمانة في أعناق من سبقنا واعناقنا، لنسلمها كما تسلمناها بل اكثر رونقاً وجمالاً ومالاً إلى من هم بعدنا. ومع الأسف كثير من البشر آخر ما يتطبعونٍ به هو الامانه، الأمر الذي يترتب عليه خيانتهم وبالسجون نهايتهم، والمقصود هنا حرامية الشوارعً وهي الفئة التي ليس لها طريق آخر للسرقة غير أياديهم الطويلة، التي تؤدي إلى سرعة كشفهم ليتم القبض عليهم، اما لصوص الفلل الذين خانوا الامانه فلهم طريق آخر يسلكونه للسرقة غير الايادي، لانهم من اصحاب الالسن التي ليس لها بصمة وسرقتهم تأتي بثلاث حالات:
الاولى بالتهديدٍ والوعيد، والثانية بالنفاق والرياء، والثالثة بالاموال والهدايا وما ينتج عنه بالنهاية حرامية الشوارع تلاحقهم العيبة ويخسرون وظائفهم وتسوء سمعتهم، أما لصوص الفلل فترتفع مكانتهم ويرتفع شأنهم عند الآخرين وتزداد معارفهم، وشتان بين الحرامي ليعيش واللص ليسيطر، ونحن الآن نعيش عصر «لصوص السيطرة» والعياذ بالله، فإلى متى سيظل الوطن تحت رحمة هذه الفئة التي فقدت الوفاء والولاء والاخلاص والأمانة للوطن وشعبه؟
< < <
من يشاهد احتفالات التخرج السنوية لوزارتي الدفاع والداخلية من اهالي الطلبة الخريجين والضيوف، سواء بالحضور الشخصي أو خلف شاشة التلفزيون، يشعر بهيبة المكان في ساحة العرض ، والشعور بالفرح والفخر والاعزاز، والساحة تتزين بحماة الوطن الواعد وهم على أهبة الاستعداد لاستقبال سيدي صاحب السمو وسيدي سمو ولي العهد حفظهما الله ورعاهما، ليبدأ الحفل باستعراض تشكيلاتهم المتنوعة، وعند دخول الطلبة الخريجين بزيهم العسكري الموحد وسماع نسبة النجاح والتقديرات العالية التي حصلوا عليها، لا نملك إلا أن نبارك لهم وندعو لهم بالتوفيق لحماية وطنهم من أي عدوان لا سمح الله، كما نشعر بالأسى والحزن بعد هذا التخرج ليكون الحد الفاصل ونقطة التحول ما بين الواجب والغائب، والواجب للطلبة الذين يكملون واجبهم العسكري أينما حلوا، والغائب للذين يطلبهم أهل الأمر للندب والإعفاء ونقلهم لادارات سهل الغياب عنها، لا عمل فيها يوازي جهد سنوات التعليم والتدريب والانضباط، وهو الواقع المرير الذي نعيشه منذ سنوات طويلة.
< < <
إبرة:
لماذا لا نسمع عن أخبار القبض على بعض «لصوص الملايين» إلا بعد هروبهم؟