طرائف الشعراء كثيرة ومتعددة ، ولكن تبقى طرائفهم راسخة في الذهن ، محببة إلى النفس ، كيف لا وهي من أفواه صناع القوافي ، وغواصي لألئ العربية ، وبنات أفكار جهابذة النظم ، يقال أن حافظ إبراهيم الشاعر المصري المعروف كان يطيب له أن يداعب أحمد شوقي وكان شوقي جارحا في رده على الدعابة. ففي إحدى ليالي السمر أنشد حافظ إبراهيم بيتاً من الشعر، ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة:
يقولون إن الشوق نار ولوعة
فما بال شوقي أصبح اليوم باردا
فرد عليه أحمد شوقي بأبيات قارصة قال في نهايتها:
وأودعت إنسانا وكلبا وديعة
فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
ومن طرائف الشعراء أيضاً يُحكى أن شاعراً أقدم على طلب يد امرأة يحبها ولم يعرف ما يخبئ له القدر منها. ذلك أنها كانت من أجمل نساء المنطقة، فرفضت طلبه فألح عليها أن يعرف السبب. فردت عليه ببيت من الشعر قائلة:
يا خليلى وأنت خير خليل
أرأيت راهباً بلا دليل
أنت ليل وكل حسناء شمس
واجتماعي بك من المستحيل
فعاد خائبا فرآه صديقه الشاعر فعلم منه مصيبته وهون عليه ببيت من الشعر قائلا له:
هي الشمس مسكنها في السماء
فعز الفؤاد عزاء جميلا
فلن تستطيع إليها الصعود
ولن تستطيع إليك النزولا