بعيدا عن الضجة التي أثارتها خطبة الجمعة الموحدة ، الأسبوع قبل الماضي ، واحتدام الجدل حولها بين مؤيد ومعارض ، فإن لنا أن نتساءل : لماذا تصر وزارة الأوقاف أصلا على فكرة «الخطبة الموحدة « هذه ؟!
نعم لا بأس بأن تعمم الوزارة على أئمتها بين حين وآخر موضوعا أو فكرة بعينها لبعض الخطب ، على أن تترك لكل إمام أن يجتهد ما وسعه الاجتهاد ، ويعد خطبته بقدر ما تحتمل قدراته الثقافية والمعرفية ، من دون تقييده بنص محدد ، وقالب واحد لا يستطيع الخروج عنه .
هذا الإلزام ، فضلا عن كونه قاتلا للإبداع لدى الأئمة ، وكفيلا بجعلهم مسترخين متواكلين ، ولا يستلزم من ثم أي نوع من التعب والبحث ، بل لا يتطلب أصلا أن يكون الخطيب واحدا من خريجي كلية الشريعة بجامعة الكويت ، أو خريجي الأزهر ، أو الجامعة الإسلامية في الدنية ، أو غيرها من الكليات والجامعات التي تدرس العلوم الدينية .. يكفي جدا أن يكون خطيب الجمعة قادرا على القراءة الجيدة ، والوزارة تحمل عنه العبء كله ، ولا تشق عليه في الإعداد والتحضير ، أو القراءة في الفقه وعلوم التفسير والحديث وغيرها من المعارف الدينية .
نقول إنه فضلا عن ذلك كله فإن المصلين أنفسهم يصابون بقدر كبير من السأم والتبرم والضيق ، نتيجة تلك الخطب « الجاهزة الباردة « !
مرة أخرى .. حددوا للأئمة موضوع الخطبة ، لكن لا «تخنقوهم» ، وتحولوهم إلى مجرد «أجهزة تسجيل» ، تردد بفتور وبرود ما هو مرسل إليها مطبوعا ... و»معلباً» !