إن طرح موضوع المصالحة الوطنية هو أمر مهم في هذا التوقيت بالذات فالتحديات الاقليمية المحيطة والصراعات الدائرة تستوجب منا أن نعزز وحدتنا وجبهتنا الداخلية لنكون بمنأى عن هذه التحديات.
لقد كانت فترة الغزو العراقي الغاشم على البلاد خير مثال على أهمية التصالح والتسامي لمجابهة تحدي الاحتلال الذي صنف بأنه أكبر خطر تعرضت له البلاد.. خاصة وأنه كان يهدف إلى تغيير هوية شعب بأكمله.
إلتفاف الكويتيين حول قيادتهم ونسيان الخلافات الضيقة آن ذاك ساهم في دعم الموقف الكويتي وكان الطريق إلى تحرير البلاد من براثن الغزو.
وكذا فنحن اليوم بأشد الحاجة إلى التأسي بموقف الشعب الكويتي في تلك الفترة من عمر الزمن.. حيث المخاطر تحيط بنا من كل الاتجاهات .. والحروب والصراعات تكاد لا تهدأ .. وأيضا فالمنطقة بحسب التحليلات قد تتعرض إلى أزمات جديدة لسنا بمناى عنها .. وهذا بالطبع يستوجب منا استحضار المصلحة الوطنية وتقديمها على كل ما سواها.
لقد كانت كلمات النواب أمس في جلسة الوحدة الوطنية مؤثرة ومهمة ،إذ شخصت الواقع الحالي وعكست رغبة حقيقية لدى الجميع لطي كل صفحات الخلاف من أجل حماية كويتنا الغالية من المخاطر والأزمات.
أيضا كانت التوصيات النيابية بحجم التحديات وعلى رأسها انشاء جهاز متخصص لإدارة الأزمات والكوارث أسوة بما قامت به العديد من دول العالم .. وهذا ما كنا ننتظره منذ فترة طويلة .. وتحقق بحمد الله.