يكثر الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» باعتبارها وسيلة لنقل الخبر تنافس الإعلام الرسمي منافسة حامية الوطيس ، بل وأحياناً تتفوق عليها لقدرتها على التمدد والانتشار بشكل واسع وسريع ، كما أنها تستطيع الوصول لشريحة أكبر من القراء والمتابعين .
والحقيقة أن وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل تعتبر من أفضل الاختراعات الحديثة ، إلا أنها تبقى كأي اختراع حديث يتعلق بحياة الناس له أضرار كثيرة ، وفوائد عديدة ، تتعلق فؤائدها وتتصل أضرارها بطبيعة الإنسان الذي يمتلكها ويوجهها .
فإن أي مستخدم لهذه الوسائل يعتبر هو المتحكم الرئيس لهذه الوسائل ، ومن ثم فإن الإنسان بما يمتلكه من ضمير في المقام الأول ، والثقافة الواعية في المقام الثاني يستطيع أن يميز بين الخبيث والطيب ، والزين والشين .
لذا فإن ثقافة التواصل الاجتماعي لابد وأن تكون ذات أولوية ، وأن تهتم بها عدة جهات ، وتفرد لها دراسات كثيرة ، وأبحاث عديدة ، حتى نستطيع أن نخلق أجيالاً واعية قادرة على التمييز بين الغث والسمين ، والضار والنافع .
اعتقد لو أن هناك دراسات ميدانية ، وحملات توعوية ، تستطيع أن توجه الأشخاص مستخدمي مواقع التواصل بالفؤائد والأضرار ، سنحصل على نتائج إيجابية قد يكون أقلها عدم نشر الشائعات وترويجها ، وعدم مضايقة الآخرين ، وصولاً إلى عدم استعمال هذه الوسائل أثناء قيادة السيارة مثلاً .