فعلاً يستحق مجلسنا الموقر أن يطلق عليه مجلس السعادة تبعاً لنسبة رئيسه السعادة إليه... والسعادة التي يتمتع بها مجلسنا هي بالنسبة للحكومة الموقرة فهي الأكثر سعادة بهذا المجلس الذي جلب لها سعادةً سياسية لا تقدر بثمن ولم تكن متوفرة لها فيما سبق من مجالس وهذه السعادة ليست إلا تعاسة على المواطن الذي مازال ينتظر الفرج بحل أو بالانتحابات القادمة لتغيير خارطة المجلس خاصة في ظل تردد أصداء قوية لمشاركة الكثير من المقاطعين...!!.
يتمتع مجلس السعادة بأغلبية نيابية سعيدة لا تتجرأ على تفعيل أدواتها الدستورية بجدية اللهم إلا استعراض ينتهي بالتصفيق والتهليل للوزير المُستجوب رغم الكوارث التي في وزارته يصاحب ذلك ركاكة في الأداء أثناء الاستجواب مما يدلل على أنه لا يعدو كونه جزءاً تمثيلياً لا أكثر ولا أقل وإن كانت المجالس السابقة لا تخلو من هذا التمثيل إلا أنه مُتقن وفي كثير من الأحيان ترتجف له فرائص الحكومة وتذعن للنواب ولو كانت لهم مصالح خاصة منه إلا في مجلس السعادة نجد أن الوزير يتطلع لمن يستجوبه لينعم بمباركة الحكومة والمجلس لتأكيد نزاهته وكفاءته السعيدة...!!.
مجلس السعادة يظن أن العلاج بالخارج وما شابهه يجعل الناخبين في جيبه غافلاً عن الأزمات والكوارث التي يتم تسليكها من خلاله إما صمتاً أو تأييداً
أو تبريراً هزلياً... مع ما يعتري بعضه نوابه من تبعية لأطراف تخطط لقابل الأيام وتمهد للانتخابات القادمة ولا ننكر وجود بعض النواب الصادقين إلا أن الكثرة تؤكد أحقية المجلس بالسعادة الحكومية...!!.