رجل المرحلة أو الساعة ... هو ما يُحتاج إليه للخروج من كل الأزمات التي تعاني منها أي دولة أو إقليم وهو ما يحتاجه أي شعب ليجد فيه بريق أمل للنهوض من أوضاعه التي يراها مُزرية ومهلهلة ولاشك أن هذا الرجل عملة نادرة لأنه احتوى معالم الرجولة التي فقدها الكثير خاصة في عالم سياسي تموج فيه التناقضات وتمتلئ فيه السلبيات والمؤامرات ...!!.
كانت العرب تُشيد بمن حاز معاني الرجولة وتطلق على من يتصدى للأحداث الضخمة «رجل الساعة» وعند المبالغة في المباهاة تطلق عليه «من رجالات قومه» وهو من يصنع الفارق ويقود الجماهير ويقلب الطاولة على المفسدين والهادفين للقضاء على القيم والمبادئ والراغبين في استعباد العباد وقد خلقهم البارئ أحرارا ولذا كان من دعاء الرسول –صلى الله عليه وسلم- « اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك أبي جهل او بعمر بن الخطاب» فكان يريد الرجل الذي يناصره وينشر دعوته ويدفع عنها المخاطر وكان ذاك هو الفاروق -رضي الله عنه- وليست الرجولة هي ضخامة الأجساد ولا قوة الفروسية فهذه كان يتمتع بها من هو أقوى من الفاروق من قريش ولكنها هي رجولة المبادئ والأخلاق وما استقر من إيمان يحرك المرء لمعالي الأمور وصناعة ما يراه البعض مستحيلاً...!!.
لـقد أضفى البارئ سبحانه لمعاني الرجولة ما يرفعها ويميزها عن المعاني البشرية الضيقة بجعلها وصفاً للاخيار « وما أرسلنا قبلك إلا رجالاًنوحي إليهم» فالمنبع الصافي يُسقى به رجالٌ للمرحلة محلياً وإقليماً ليأخذوا بقوة نحو تصحيح الأوضاع لواقع مُفرح مُجَدد...!!.