الإيمان بالمبادئ يستلزم الثبات عليها خاصة المتعلقة بالجانب الأخلاقي ... وما يتفوه به المرء يُحسب عليه ويُسأل عنه خاصة في حالة تراجعه المريب والغريب والمُعيب... ولعل السياسة زاخرة بكثرة ممن يتمتعون بثقافة « النحشة» سياسياً أخلاقيا ودينيا ... فبعد العويل والصراخ السياسي العبثي المرتبط بكثير من التهديد والتحدي ينسل ذلك العابث المُتوعد المهدد ويتوارى عن الأعين لأسباب غير مفهومة وغير مقنعة خاصة إذا كان الأمر يرتبط بالقانون وتطبيقه مما يحتم على الجميع المثول والرضوخ والانصياع وفي ذلك « لو حدث» ثبات على المبادئ بل ورفعة لمن تمسك بأقواله ومنهجه عند مريديه وإن كان على خطأ في منهجه ولكن يسلم من العيب عند أتباعه على الأقل...!!.
ثقافة « النحشة» انتشرت لدى كثير من الرموز والناشطين والكتبة والمغردين والعجب أن الأغلب منهم في فلك واحد وتبع جهة واحدة فهناك من « توارى» عن الأنظار ... وهناك من توشح بالغربة بتمويل من رموز تضرب أقرب المقربين لها وتمول من يسيء إليهم بشكل أقل ما يقال عنه أنه عيب كبير... ويتتابع انفراط السبحة في نحشة تتبع أثر من علمهم ثقافة» النحشة» بعدما تركهم ضحية لوساوس سياسية لا تحتاج لكثير تفكر لكشف هلوسة أصحابها وزيفها وسوء النية لمن دبرها وخطط لها وتطلع لتحقيقها ...!!.
على كل حال... المرء يستفيد من التجارب وإن كانت سيئة ومليئة بالأخطاء ولا يكون ذلك إلا لمن كان لديه عقل راجح وحكمة راجحة واعتراف بالخطأ ليعيد حساباته ويعترف بخطئه ويبدأ من جديد خاصة في عالم السياسة ... وأما المعاند والمكابر وصاحب النظرة الأحادية والحق المطلق فهذا لن يجنى إلا مزيداً من الإساءة لشخصه ومنهجه ومزيداً من الرفض والطرد من قبل الناس...!!.