لم يعد الخبر جديدا ، فكل يوم تنقل لنا وكالات الأنباء تقارير حول اقتحام عشرات ، وأحيانا مئات المستوطنين اليهود ، وعناصر من المخابرات والمجندات في جيش الاحتلال الإسرائيلي بالزي العسكري ، المسجد الأقصى المبارك .
فعلوا ذلك أمس الأول وقاموا بما بات يعرف باسم « جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري» ، موزعين على عدة مناطق من المسجد الأسير ، وفعلوه قبل ذلك ، وسيظلون يفعلونه في المستقبل ، مادام الطريق مفتوحا أمامهم ، وليست هناك قوة ، سواء في فلسطين ، أو في الأمة الإسلامية ، أو في العالم كله ، تستطيع إيقافهم وردعهم عن غيهم وبطشهم واستباحتهم المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وإهدارهم كل القيم والشرائع السماوية والتشريعات والقوانين الأرضية ، فإسرائيل لا تزال دولة خارج نطاق القانون الدولي .. لا أحد يستطيع محاسبتها ، أو حتى «مراجعتها» ، وبفضل «الفيتو» الأمريكي الجاهز دوما ، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي طوال 60 عاما من إصدار أي قرار ضد إسرائيل ، بل إن الولايات المتحدة تحجب عنها حتى مجرد «الإدانة» التي هي «أضعف الإيمان» في هذا الشأن .
وقبل أن نلقي اللوم على الغرب عامة ، وواشنطن بوجه خاص ، علينا أن نلوم أنفسنا نحن العرب والمسلمين ، فقد شغلتنا مطامعنا وصراعاتنا الداخلية ، عن أن نلتفت إلى العدو الذي «يقف على أبوابنا وحدودنا» ، يتربص بنا الدوائر ، ويحيك لنا المؤمرات ، ويستبيح بكل استهانة واستهتار مقدساتنا وحرماتنا ، وهو أمر طبيعي ومتوقع ، في هذا الواقع المرير الذي نحياه ، والذي لن يتغير إلا إذا التزمنا سنة الله في خلقه ، والتي حددتها الآية الكريمة «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» .