ولدت موضي البسام في عنيزة ، لا يعرف بالضبط تاريخ ولادتها ولكن الأرجح أنها كانت في الربع الأخير من القرن الثالث عشر الهجري تحديدا .. حوالي عام - 1263 هـ
والدها هو عبد الله بن حمد العبد القادر البسام وهي وحيدته وقد توفي وهي صغيرة .
تلقت على أسلوب ذلك الزمان قسطاً لا بأس به من التعليم من قراءة وكتابة وحفظ للقرآن الكريم وشيء من العلوم الشرعية وهذا يعتبر تعليماً عالياً بمقاييس ذلك الزمان
توالت عليها أحداث فاجعة بوفاة زوجها 1320 هـ /1902 ثم أكبرأبنائها ثم بناتها الأربع فيما بعد (اثنتان في يوم واحد) واثنتان بعد ذلك بسنوات .
تأتي شهرة السيدة موضي العبد الله البسام من تميزها على مستوى البلد بأعمال الخير والإنفاق دون أن تخشى الفقر، ولعل لما أصابها من فواجع بفقد المقربين لها دافع للإنصراف إلى هذا المجال بشكل ملفت للنظر بحيث يترحم عليها ويدعو لها بسببه القاصي والداني .
عاصرت موضي العبد الله أحداثاً جساماً وتقلبات سياسية وحربية في المنطقة كانت فيها موضي مضرب المثل في قوة الإرادة والصلابة وعمل الخير بغض النظرعما يمكن أن يصيبها بسببه. فمثلاً بعد معركة الصريف المشهورة عام 1318هـ /1901م لجأت إلى عنيزة بعض فلول جيش الشيخ مبارك بن صباح أميرالكويت ومن تبعه من أهل نجد بعد هزيمتهم المنكرة أمام عبد العزيز بن رشيد، ورغم أن عنيزة كانت وقتها تحت سلطة آل رشيد (تابعة لحائل) وكان جنوده يلاحقون المهزومين في بلدان القصيم، إلا أن موضي استضافتهم سراً وبعد فترة سهلت عودتهم إلى بلدانهم.
كذلك بعد معركة البكيرية ( بين الملك عبد العزيز وعبد العزيز بن رشيد) 1322هـ/1904م ، فساعدت موضي العبد الله المهزومين من أهل العارض وآوتهم واستضافتهم حتى استطاعوا العودة إلى مناطقهم.
كما أن موضي العبد الله أحسنت إلى من أساء إليها وإلى أسرتها في مواقف معروفة.
إضافة إلى كوارث الحروب وانعدام الأمن تلك الأيام، فقد كان للكوارث الطبيعية التي أصابت البلاد دورها في زيادة مشاكل الناس ، في عام 1327هـ /1909م أصابت نجد عامة مجاعة شديدة نتيجة القحط وعرفت لدى الناس بـ: « سنة الجوع « وهنا كانت موضي العبد الله البسام سباقة للخيرات فقد خزنت كمية كبيرة من التمروغيره واستعانت – إضافة إلى قيامها بنفسها - ببعض النسوة لتوزيع مقادير محددة يومياً على عدد كبيرمن الفقراء والمساكين بشكل منتظم .
وموضي البسام هي المعنية بالمثل المشهور : « إذا جاك ولد سمه موضي «
لسيرتها العطرة وأعمالها الجليلة التي عرفها القريب والبعيد حيت استحقت أن تكون مضرب المثل.
وكان الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ حريصا على السلام على موضي البسام كلما زار عنيزة ، وينعتها بـ « العمة « احتراماً وتقديراً لها .
ذكر في موقع ( الملك سعود ) رحمه الله أن زوجته مضاوي بنت سليمان العبدالله البسام (ولدت فى عام 1337/)1917 التي تزوجها فى شوال 1354/1934 بعد أن أصبح وليا للعهد وأنجبت منه ابنه عبدالرحمن الأول ، هي حفيدة موضي البسام « ابنة ابنتها «
وقد توفيت موضي البسام عام 1363هـ/1944م ، رحمها الله رحمة واسعة وأجزل لها المثوبة.