أصدر مركز اتجاهات للدراسات والبحوث برئاسة خالد عبد الرحمن المضاحكة تقريراً مفصلا عن جمعية بشائر الخير التي يرأسها الشيخ عبدالحميد البلالي ودورها في خدمة المجتمع بمناسبة ذكرى اشهارها في الثالث من اكتوبر 2005 وذلك تكريماً لدورها المحوري في التوعية بآفة المخدرات والكحول ومساعدة من يرغب من المدمنين في العلاج ورعاية أسر التائبين.
واكد مركز اتجاهات انه لبشائر الخير جهود كبيرة في علاج الإدمان قادتها لتكون رائدة في هذا المجال بين دول العالم, حيث احتلت المرتبة الأولى على مستوى الدول العربية التي تبنت العمل ضد إدمان المخدرات, وحصلت على شهادة الجودة الإيزو تتويجاً لعملها الدؤوب طوال تاريخها.
أشار اتجاهات أن بشائر الخير تأسست عام 1993، في شكل لجنة خيرية تابعة لجمعية الأصلاح الأجتماعي متخصصة في علاج وتأهيل مدمني المخدرات، وكانت البداية متواضعة حافلة بالتحدي والمصابرة والنية الدائمة في بذل كثير من الجهود، حيث بدأت بعلاج عدد محدود من مدمني المخدرات في مستشفى الطب النفسي إلى أن وصل العدد إلى المئات تم تأهيلهم وعلاجهم من الإدمان، وقد واجهت طوال تاريخها كثيراً من الصعوبات حتى وصلت إلى مستواها الرائد الحالي, ويضيف التقرير أن الجميعة شهدت تطوراً نوعياً في علاقتها بالعمل المؤسسي الرسمي ، فقد أصبحت رسمياً جميعة مشهرة في 3 أكتوبر سنة 2005، وتحولت إلى جمعية ذات نفع عام تتبع وزارة الشؤون الاجتماعية تحت مسمى «بشائر الخير».
اتسمت جهود الجميعة بالمبادرة والسعي الي تقديم وسائل متطورة وجديدة في مجال علاج الإدمان، حيث قدمت الكثير من المبادرات، من بينها مبادرة في السجن المركزي تمثلت في إنشاء عنابر للتائبين ومركز للإرشاد والتأهيل, حيث يحصل التائب على العفو الأميري المشروط إذا التزم بالبرنامج المعد من قبل بشائر الخير وهيئات أخرى لتتولى الجمعية بعد ذلك متابعته وتأهيله وعلاجه. وهذا المبادرة والخطوة المتميزة من الجميعة شجعت كثير من المدمنين والموقفين في السجن الي اتخاذ خطوات جادة نحو العلاج والاندماج في المجتمع مرة أخرى.
سعت الجميعة دائما إلى فاعلية دورها وعدم الاكفتاء علي علاج المريض، بل تشجعه على تبادل دور المريض بدور المعالج فقد دربت عدد كبير من التائبين للمساهمة في تأهيل علاج المرضى بالإدمان والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، أثناء فترة علاجهم، وهو ما يجعل المتعافي يشعر بقيمة ما قام به من التخلص من الأدمان ويصبح أكثر اقبالاً على الحياة بشكل منظم وصحي متمسكا بالقيام بدوره مرة أخرى في تقدم المجتمع ورقيه.
تعتبر تجربة بشائر الخير في مجال الوقاية من المخدرات وعلاج المدمنين من التجارب الرائدة في الكويت والعالم العربي وكجمعية خيرية تقوم بدور مجتمعي كبير، حيث حققت كثير من الانجازات في هذا الإطار، وقد بلغ عدد التائبين الذين تم إرسالهم من لجنة الرعاية اللاحقة إلى لجنة رعاية التائبين خلال ثماني سنوات 879 تائباً من أصل 1042 تائباً.
اضاف اتجاهات أن الجمعية تعالج المرضى وفق النظرية الإيمانية أي استعمال الوازع للإقلاع عن الإدمان. ويذكر أن هذه حققت نجاحا متميزا وتفوقا ملحوظا على سائر النظريات المادية المتبعة في عدد من الدول في اعادة تأهيل المدمنين، حيث تصل نسبة اقلاع المدمنين عن المخدرات في الجمعية في بعض الاحيان الى 75 في المئة بينما لا تتجاوز هذه النسبة في اعرق المصحات العالمية 13 في المئة ، وفي المقابل تشكل نسبة انتكاسة المدمنين «اي عودتهم الى عالم الادمان» عالميا نحو 95 في المئة في حين لا تتجاوز هذه النسبة بين التائبين الذين ترعاهم الجمعية 20 في المئة.
تتعدد أدوار وبرامج الجميعة في علاج الإدمان، حيث تخصص برنامجا علاجيا ولغير المدمن برنامجا وقائيا لتوعية المجتمع بمخاطر المخدرات، ولا يتوقف دورها على العلاج فقط، فهي تقوم بمساعدة التائبين مادياً ومعنوياً للاندماج مرة في حياتهم الطبيعية، حيث تتعاون مع وزراة الداخلية في متابعة المفرج عنهم قبل أتمام فترة العقوبة الصادرة بحقهم نظير إقلاعهم عن المخدرات، وهو ما يعرف بالرعاية اللاحقة، كما تعاونت مع بيت الزكاة في تأسيس صندوق لرعاية التائبين برأسمال مائة ألف دينار كويتي لحل المشكلات المالية والديون عليهم وتوفير الاحتياجات الضرورية لهم ولأسرهم.
بذلت بشائر الخير كثير من الجهود في اطار التعاون الدولي لعلاج كثير من المدمنين في العالم العربي ودول اجنبية أخرى, حيث جعل نجاح الجمعية في مجال علاج المدمنين من المخدرات بعض الدول السعي للتعاون مع بشائر الخير واستنساخ التجربة العلاجية وفق النظرية الإيمانية التي يعالج بها التائبين، ومن هذه الدول « المغرب- السعودية- طاجكتسان»، حيث قامت جمعية «كفى المغربية» لمكافحة المخدرات في المملكة المغربية بدعوة أعلام وقادة الجمعية للاطلاع على تجربتها الرائدة في العلاج، وتم توقيع برتوكول تعاون بين الجمعيتين.